يقول الشاعر عمر بن المظفر:” كلُّ من سارَ على الدَّربِ وصلْ، في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى، وجمالُ العلمِ إصـلاحُ العمـلْ”، وهكذا اختار مُحمد هذا البيت نهجاً لحياته، فمُحمد طالب الجامعة الإسلامية تخصص علوم سياسة وإعلام نجح في الوصول إلى مبتغاه، إذ حصل على لقب أفضل مناظر في دوري مناظرات فلسطينيات لعام 2021م، ذلك ضمن فوز فريقه وحصولهم على المركز الأول من بين ثمانِ جامعات في قطاع غزة.
رأى مُحمد أن هذه عتبة لابد من المرور بها للوصول إلى ما هو أعظم، طريق لا ينتهي من الكد والتعب والإصرار ممزوج بالروح المعطاءة والشغف اللانهائي وحس المسؤولية، فهنا بعد أن رأت الجامعة كل هذه الصفات، قررت اختيار إرسال مُحمد في بعثة تعليمية مُمثلاً عن الجامعة الإسلامية بغزة، في تدريب سياسي حول مشروع “دراسات المُصالحة والوسائل البديلة في حل النزاعات بين الدول”، والذي استضافتهُ جامعة ينّا – ألمانيا، وسبقه تدريب مكثف حول ذات الموضوع من أجل اكتشاف جوهره.
ومُجتازاً (366) مُتسابِقاً من اثنا عشر دولةً عربيةً في مسابقة “تاونهول” في تونس عام 2022، حصل على المركز الأول عربياً وأوربياً في مسابقة تُديرها مؤسسة “مبادرة مناظرة”، يختلف الموضوع من سنة لأخرى، وكان موضوع السنة عن محاربة الفساد، بلور مُحمد فكرته بعناية عن الشفافية، وقدم عرضه في (99) ثانية باستخدام الأسلوب الملفت البسيط، وحصل المقطع على أعلى مشاهدات ما بين المقاطع الأخرى، وبالرغم من هذا النجاح تواجد في تونس كل المتسابقين ما عدا مُحمد؛ بسبب تأخير الاحتلال إصدار الجواز وإغلاق المعابر وطريق الوصول في وجه حلم مُحمد، لكن حلق بروحه وشارك بمقطع فيديو عُرض على الفضائية التونسية، وكسر حواجز الألم بالأمل.
الحياة بلا عزم وصبر ومثابرة تورث صاحبها الذل، ولعل هذا الوصف مما يظهر حقيقة من يقاوم ويكافح ويصابر ليصل إلى ما يطمح له مع الحفاظ على المبادئ الشريفة والقيم الأصيلة، طموح ” مُحمد حمد” لن يقف عند هذا الحد سيحلق كالنسر الذي يتصف بقوة نظره واتساع مجال رؤيته، ذلك ليرى مواطن قوته ونجاحه وتألقه ويحطُ عليها من أجل كسبها.