الخريجة “آية المتربيعي” وصلت للعالمية من وحي أحلامها البسيطة

الخريجة “آية المتربيعي” وصلت للعالمية من وحي أحلامها البسيطة

كطائر حلقت بين مواهبها لتصل إلى مبتغاها، بحثت كثيرًا عن ذاتها في الفن والكتابة والإلقاء والتمثيل إلى جانب التصوير، لتصل إلى محطتها الأخيرة التي استقرت فيها وهي صناعة الأفلام.

بإبداع وتجربة وتخطي للصعوبات وتغلب على المخاوف، كافحت بشغفها وإرادتها وجعلتهما حاضرين في كل لحظة، صقلت موهبتها بعناية واهتمام حتى لا تنحرف عن الطريق الذي رسمته لنفسها.

أية المتربيعي خريجة الجامعة الإسلامية تخصص إدارة أعمال باللغة الإنجليزية، بدأت حديثها بقولها:” اتبعت شغفي، وجعلته حاضرًا في كل أوقاتي، فإن كان رب الكون وهبني ما احتاج لأكون مصدر إلهام لغيري، إذن لماذا أكون في مجال شغف واحد فقط، وأهمل ما سوى ذلك”.

في ركن صغير من غرفتها، أسست استديو خاص بها، لتسجّل قصة اختارتها بعناية لتطور إمكانياتها أكثر من أي وقت سابق، في مجال التعليق الصوتي، والتمثيل الصوتي، هذا المجال الذي كانت قد دخلت إليه سابقًا في أفلامها، لكن الآن حان الوقت لتضع بصمتها الخاصة فيه.

وأضافت الخريجة المتربيعي “لممارسة ما تعلمته في مجال ريادة الأعمال، قمت بإنشاء قناة لي على اليوتيوب، فإدارة المحتوى على يوتيوب ليس سهلًا أبدًا”، وأوضحت “نشرت على قناة اليوتيوب الفيلم الأول “طالبات الثورة” وصنعت بعده العديد من الأفلام ومقاطع الفيديو، إلى أن وصلت إلى ما أنا عليه الآن”.

في غزة المحاصرة، وبالرغم من قلة الموارد وارتفاع أسعارها، إلا أن الإبداع لا ينحصر، تحدت الخريجة المتربيعي كل الصعوبات التي واجهتها وأنتجت فيلم “زيتونة صابرة” بمعدات وامكانيات لا ترقى للعمل الإخراجي.

توالت أعمالها إلا أن حاكت القصة، حياكة ربما لم تبدأ، في فيلم “دارة”، لخّصت مسيرة كاملة بدأتها في عالم صناعة الأفلام، ما بين الشغف والتحديات، وذلك بعد رحلة طويلة مع مواهب مختلفة في مواطن الفنون السمعية والبصرية.

تتابع آية حديثها:” ما بين الكتابة والتصوير والصوت، وصولًا إلى دارة الذي وُلد في غزة المحاصرة والدائرة الصغيرة، وبدأ يحلق في سمائها بكوفية فلسطينية، ربما ليست بنفس الطريقة الدائرية، إلا أنه وصل للعالمية محققًا نجاحًا باهرًا فحصد جائزة الجمهور في مهرجان Girls impact the world والذي تنظمه مؤسسة connect  her في نسخته الثامنة بولاية تكساس الأمريكية، والذي يشجع الفتيات من كافة  أنحاء  العالم  على صناعة التغيير في الكثير من المجالات بواسطة الأفلام”.

لم تكن الأرض كفيلة لإشباع طموحها فكان اورانوس الملاذ لذلك فتقول المتربيعي:” أورانوس فيلم وثائقي فلسفي يطرح العلاقة ما بين الفيزياء وعالم الكواكب والفضاء في السماء والبحر ويتناول خصوصية المرأة والشباب في الحلم والأمل والطموح”.

بينما تقول خرافة ما، أن الأشخاص العظماء حالما يموتون فإنهم يتحولون إلى نجمة لامعة في السماء.. تموت أحلام الشباب في غزة، ويتم إرسالها إلى كوكب أزرق بارد بعيد.

لكنّ “ميرنا أبو مصبح” التي تدور أحداث الفيلم حولها، وغيرها الكثير ممن يستمرون في إنعاش أحلامهم كل ليلة، من على السطح، أو شاطئ البحر.. يجلبون إلى المدينة “أورانوس” بدون فيزا، أو تأشيرة سفر خاصة إلى الفضاء.

من الفضاء إلى العالمية حصد أورانوس جائزة “تنويه مشرف” في مسابقة مهرجان جامعة البرتغال السينمائي CINENOVA، الطبعة الثالثة 2021، إضافة إلى جائزة “اختيار رسمي” السنة الحادية عشر لمهرجان DC للسينما والفنون الفلسطيني (DCPFAF)، و”اختيار رسمي” في مسابقة الأفلام القصيرة لمهرجان الإسكندرية للفيلم المتوسطي السابع والثلاثين، “الاختيار الرسمي” الطبعة الثامنة من Olhares do Mediterrâneo – مهرجان أفلام المرأة، تم ترشيحه لمسابقة Travessias Special Section وOlhar Competition Films”.

طموح آية لم يقف على حدود تلك الجوائز فكما لأورانوس الكوكب 27 قمرًا تسعى ليحصد فيلم أورانوس 27 جائزة دولية في محافل مختلفة.